العبادة في الهرج – خطبة الجمعة ٩ محرم ١٤٣٩هـ


الملخص

تحدث الدكتور إبراهيم بن عبد الله الأنصاري في هذه الخطبة، عن العبادة في الهرج، فبدأ بالتحذير من خطورة الفتن، فقال إن هذا العصر تموج فيه الفتن وتتكاثر، ويأخذ بعضها برقاب بعض، كلما مرت فتنة لحقتها أختها، حتى أصبح الإنسان يحار في هذه الفتن، كيف يدفعها عن نفسه.

وأضاف: هذه الفتن توقع الناس في حيرة شديدة، في اختلاط في المفاهيم، وتشكيك في المسلمات، وإذا تكاثرت هذه الفتن، فربما أدت إلى تقلب الآراء والمواقف، ربما من كنت تظنه إنسانا تقيا صالحا، يفاجئك أن هذا التقوى لا يؤثر في سلوكه عند الفتنة، تتغير المواقف والآراء، فترى بعض الناس اليوم في أقصى اليمين ثم ينقلبون بين عشية وضحاها ليكونوا في أقصى اليسار، هذه الفتن التي حذر منها الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم: ((بادروا بالأعمال فتنًا كقطع اللّيل المظلم، يصبح الرّجل مؤمنًا ويمسي كافرًا، أو يمسي مؤمنًا ويصبح كافرًا، يبيع دينه بعرض من الدّنيا)).

وقد نبه الدكتور إلى فضل العبادة في زمن الفتن، فقال إنه على الإنسان أن يجتهد ما استطاع في الحفاظ على دينه في وقت الفتن، لأن الحفاظ على الدين في وقت الفتن يعدل هجرة إلى النبي صلى الله عليه وسلم؛ لما رواه مسلم في صحيحه عن معقل بن يسار رضي الله عنه

عن معقل بن يسار – رضي الله عنه – أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال: ((العبادة في الهرج كهجرة إلي)).

تعرض الدكتور كذلك لبعض الوصايا، نبه إلى أنها تعين على النجاة من فتن هذا الزمان، وأول هذه الوصايا هي: ترك تتبع تفاصيل الأخبار، فإذا عرفنا الخبر واتضحت أمامنا الطريق الصحيحة من الطريق الخاطئة، فلا علينا بعد ذلك أن نتتبع تفاصيل هذا الخطأ، أو كيف يسقط الناس فيه.

الوصية الثانية: عدم الانشغال بمتابعة تطور الأخبار والأحداث، إلا إذا كان هذا المنشغل ممن يعنيه هذا الأمر، كمسؤول في الدولة، أو صحفي، أو محلل سياسي، يعد هذا من صلب عمله، فهؤلاء لا بأس إن مارسوا عملهم وتابعوه.

الوصية الثالثة: توطين القلب على محبة الصلح بين المسلمين، وعلى بغض الشقاق والمنازعة، فيجب كل كلما من شأنه أن يؤلف بين القلوب.

الوصية الرابعة: المداومة على الفرائض والصلوات، والحضور والخشوع فيها، وتلاوة القرآن والتفكر فيه، والمداومة على الأذكار، والإكثار من السنن.

الوصية الخامسة: ترك الشماتة فيمن تهتز مواقفه ويسقط، من المشاهير والدعاة والعلماء وغيرهم، فإن الفتن تخبط خبط عشواء، ويسقط فيها الكثير، ونحن لا نعلم ظروفهم، ولا سرائرهم، فلا نشمت فيهم، ونسأل الله عز وجل السلامة.

التحذير من خطورة الفتن

فضل العبادة في زمن الفتن

وصايا معينة على النجاة من فتن هذا الزمان

نعمة الألفة بين الحاكم والمحكوم