عادة البشاشة في اللقاء – برنامج إسلامنا وسلومنا – 26-07-2013


الملخص

قال الدكتور إبراهيم بن عبد الله الأنصاري، إن الإنسان الباسم البشوش، تجتمع قلوب الناس على محبته، وينجذب إليه الناس ويحبونه، وكثيرا ما نسمع من ثناء الناس على ذي الوجه الباش المبتسم، وقد قيل البشاشة فخ المودة، وهو قول صحيح، فإن سبب أسر الشخص لقلوب الناس، الإبتسامة الدائمة، والتبسم  أفضل وسيلة لإطفاء نيران العداوة والبغضاء، ثم نقل كلاما لأبي حاتم في هذا السياق، يقول فيه: “البشاشة إدام العلماء، وسجية الحكماء؛ لأن البشر يطفئ نار المعاندة ويحرق هيجان المباغضة، وفيه تحصين من الباغي، ومنجاة من الساعي، ومن بش للناس وجها، لم تكن مكانته عندهم بأقل ممن بذل لهم ما يملك”

وأضاف في حديثه، من خلال برنامج إسلامنا وسلومنا الذي تقدمه قناة الريان: “من أعطاه الله عز وجل هذه النعمة، فقد أعطاه خيرا كثيرا، ألا يكفيك أن الله عز وجل امتن بالبشاشة واللين، على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، واعتبرها رحمة منه سبحانه، يقول تعالى في محكم التنزيل: {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ} هكذا يصف الله عز وجل نبيه الكريم، _ صلوات ربي وسلامه عليه_، بأن الله جعله لينا لأتباعه؛ لكي تجتمع حوله القلوب، وأنه لو كان فظا أو غليظا، لما اجتمع الناس على حبه صلى الله عليه وسلم، وتأمل هذه الآية مرة أخرى {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ} رحمة بمن، لم توضح الآية، هل هي رحمة بالرسول صلى الله عليه وسلم، أم هي رحمة بالأمة، إنها رحمة بالرسول صلى الله عليه وسلم والأمة معا”.

وقد نبه الدكتور على أهمية البشاشة والبشر، في أصحاب المكانة والفضل، فقال إن جمال العلم، حسن الخلق، والعالم أو العابد، الذي لا يلقى الناس بالبشر، مشكوك في نيته وإخلاصه، إذ أنه يرى في نفسه مزية على الناس، وقد قال سعيد ابن عبد الرحمن الزبيدي: يعجبني من القراء كل سهل طلق مضحاك، فأما من تلقاه بالبشر ويلقاك بالتجهم، فإنه يمن عليك بعمله، فلا كثر الله في الناس من أمثال هؤلاء.

تحدث الدكتور كذلك عن بعض ما عرفته مجتمعاتنا العربية من كرم، فقد كانوا يبدأون، ضيافتهم، بكلمات البشر، والترحاب، قبل أن ينزل الضيف عن راحلته، وقبل أن يجلس، ويكررون عليه تلك الكلمات، ويعيدونها مرات ومرات.. كلها كلمات تعبر عن سعادة النفس، بوجود هذا الضيف، وما ذلك إلا لأن البشر والبشاشة، أصبحت سجية لهم، وخلطت بدمائهم،

وقد ختم الدكتور الأنصاري، بالحث على البشاشة، وحسن التعامل، فقال: تعالوا بنا نتعاهد من اليوم، أن نجعل بلادنا، بلاد الابتسامة، فنمنح تلك الابتسامة، لكل من يأتي إلينا فقيرا، كان أو غنيا، عربيا كان أو أعجميا، ضعيفا كان أو قويا، إذا لقيت غريبا، فرحب به وابتسم، إذا سألك أحد عن مكان، أو سألك عن طريق، فابتسم في وجهه أولا، ورحب به، ثم قدم له حاجته، إذا كنت في عملك فوزع ابتسامتك، مع تحية الصباح، وزعها على زملائك، وعلى رؤسائك، وزعها على مرؤوسيك، وعلى المراجعين، والعمال والخدم.

وأضاف الدكتور في هذا السياق أيضا: “علينا أن نربي عليها أبناءنا، ونتواصى بها، يوصي بعضنا بعضا بالبشر والابتسام، وخدمة الناس ومعاونتهم، حتى يصبح مجتمعنا مجتمعا متعاونا متحابا، وحتى ترسخ فيه المحبة في الله، ويكون بين أفراده التعاضد والتكاتف، ويصبح مجتمعا قويا، مثالا لكل المجتمعات”.

المقاطع القصيرة

فضل البشاشة وحسن الخلق

إكرام الضيف عند العرب

من جود معن بن زائدة

البشاشة والبشر زينة لأهل العلم والفضل

بيان ما تميزت به مجتمعاتنا من كرم، والتنبيه على مزية حسن الخلق

خلق يتأذى منه الناس، وخلق يحبب من يتحلى به

الحث على البشاشة، وحسن التعامل مع الناس