حب الوطن – برنامج إسلامنا وسلومنا – 19-07-2013


الملخص

قال الدكتور إبراهيم بن عبد الله الأنصاري إن حب الوطن فطرة مغروسة في نفوس الخلق، فكل إنسان يحب ويعشق الأرض التي نشأ فيه وترعرع، يقول ابن الرومي:

ولي وطن آليت أن لا أبيعه … وأن لا أرى غيري له الدهر مالكا

عهدت به شرخ الشباب ونعمة … كنعمة قوم أصبحوا في ظلالكا

وحبّب أوطان الرجال إليهم … مآرب قضّاها الشباب هنالكا

إذا ذكروا أوطانهم ذكرتهم … عهود الصبا فيها فحنوا لذلكا

      وأضاف الدكتور في حديثه، من خلال برنامج إسلامنا وسلومنا، الذي تقدمه قناة الريان:

وقد جاء ت في السيرة العطرة، أخبار توضح أن الرسول صلوات الله وسلامه عليه، وجماعة من المهاجرين من أصحابه، اشتاقوا إلى ديارهم في مكة المكرمة، من هذه الأخبار ما رواه البخاري عن أمنا عائشة رضي الله عنها أنها قالت: لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة وعك أبو بكر وبلال قالت فدخلت عليهما فقلت يا أبت كيف تجدك ويا بلال كيف تجدك قالت: فكان أبو بكر إذا أخذته الحمى يقول:

 كل امرئ مصبح في أهله … والموت أدنى من شراك نعله

 وكان بلال إذا أقلع عنه يرفع عقيرته ويقول:

 ألا ليت شعري هل أبيتن ليلة … بواد وحولي إذخر وجليل

 وهل أردن يوما مياه مجنة … وهل يبدون لي شامة وطفيل

 قالت عائشة: فجئت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرته فقال: “اللهم حبب إلينا المدينة كحبنا مكة أو أشد”.

وقد ذكر الدكتور في هذا السياق، مفهوم الوطن بمعناه الأعم، فقال: إن الإسلام يصوغ في نفس الإنسان المسلم حدودا وأبعادا للوطن، حدودا لا تقف عند البقعة التي ولد فيها، والتي يحبها بفطرته، إنها حدود أوسع، ومرتبطة بحب أكبر، مرتبطة بحب الله عز وجل الخالق الهادي، فما دام الإنسان المسلم محبا لله، محبا لدينه ومنهجه، فإن أي أرض يقام فيها ذكر الله عز وجل، تكون وطنا له، لأن فؤاده يحب هذه الأرض التي يصدح فيها ذكر الله عز وجل، وتقام فيها شعائره.

كما حذر الدكتور من جعل حب الوطن ذريعة للتعصب والاعتداء، فقال: من الخطأ الواضح البين، أن يجعل الإنسان حبه لوطنه الذي نشأ فيه، حجة ليعادي أوطانا إسلامية أخرى، أو يكره شعوبها، لا يفعل هذا إنسان عاقل، إذا رأينا شيئا من هذا يحدث، فهو إما أن يكون صادرا عن غير عاقل، أو يكون في أمر سخيف هازل.

من التصرفات الذميمة أيضا في هذا السياق، التي حذر منها الدكتور، ما يقوم به بعض الشباب في المناسبات الوطنية، من إغلاق للطرقات، واستعراض بالسيارات، وإزعاج للناس، قائلا: بأن هذه التصرفات لا تمت لحب الوطن بصلة، بل إنها على النقيض من ذلك، كيف يكون هذا الفعل حبا للوطن، وهو يزعج أبناء الوطن؟ كيف يكون هذا الفعل حبا للوطن وهو يتلف الطرقات والممتلكات؟ كيف يكون هذا الفعل حبا للوطن وهو يقدم للناس صورة سيئة عن هذا الوطن وعن أهله.

وقد ختم الدكتور بالإشارة إلى الصور الإيجابية، المطلوبة في التعبير عن حب الوطن، فقال إنه لا بأس بأن يظهر الإنسان فرحته وسروره في المناسبات الوطنية، ولكن مع الانضباط بالضوابط الشرعية، فى تعليق الشعارات ورفع الأعلام، لكن هذا التعبير هو تعبير رمزي يصلح  للصغار والناشئة، أما الشباب والرجال والنساء فلهم أنماط أخرى في التعبير عن حبهم لأوطانهم، فالطالب في الثانوية أو في الجامعة يعبر عن حبه لوطنه بحسن اختيار التخصص الذي يسد حاجة الوطن، من الكفاءات اللازمة لبناء نهضته وتقدمه، و يبذل الجهود حتى يتمكن من العلم الذي اختاره ويبدع فيه، وهكذا الموظف في مكتبه، يعبر عن حبه لوطنه بالخدمة وإتقان العمل، وأنواع التعبير في هذا كثيرة.

حب الوطن يجب أن لا يكون ذريعة للتعصب والعداوة

الجانب السيء للتشجيع الرياضي

تصرفات ذميمة، يدعي أصحابها حب الوطن

وسائل يعبر بها عن حب الوطن