لئن شكرتم لأزيدنكم – خطبة الجمعة ٢١ ذو القعدة ١٤٣٩هـ


الملخص

تحدث الدكتور إبراهيم بن عبد الله الأنصاري في هذه الخطبة، عن شكر النعمة، فقال: إن من الأمراض الخطيرة، التي تصيب الأفراد والمجتمعات، عادة إلف النعمة، وهي أن يألف الناس نعمة الله عز وجل، فيرون أنها حق مكتسب لهم، يتصرفون فيها كما يشاءون، وينسون حق الله عز وجل في الشكر على ما أنعم به من نعم.

وأضاف الدكتور: يظن الإنسان أن ما به من غنى، وصحة، وعافية، إنما هو بفضل حنكته، وذكائه، ويعيد الفضل في ذلك كله لنفسه، وينسى أو يتناسى شكر المنعم سبحانه وتعالى، فمثله هذا كمثل قارون، {إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لَا تَفْرَحْ، إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي} قالها قارون صراحة ونطق بها، أرجع ما عنده من فضل إلى ما عنده من علم فقال: {إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي}

وقد ذكر الدكتور، أن شكر النعم مؤذن بدوامها، لقوله تعالى: {وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا، إِنَّ الْإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ} وقوله تعالى: {وإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ}، ثم أردف هذا بقوله: إذا أردنا أن يعاملنا الله عز وجل برحمته، ومغفرته، فإنه يجب علينا شكر النعم، بإدامة الحمد، وبالابتعاد عن كل ما يسخط الله عز وجل، {وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ، وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ}.

وقد ختم الدكتور بالتنبيه على علاج كفران النعم، فقال: إن علاج هذه الظاهرة يكون بالحديث مع الأبناء عن هذه النعم، كيف كانت، وكيف يحافظ عليها، من العلاج كذلك، مراقبة تصرف الأبناء في هذه النعم، وتعويدهم على شكرها، وحسن الاستفادة منها، وتربيتهم على إكرام النعم؛ لأن إكرامها قيد لها، وكفرناها تعرض لزوالها، ثم من العلاج، اتباع السلوك السوي في التصرف فيها، بترك المباهاة، والفخر والرياء، والنفاق.

ويقول الدكتور أيضا: إن المال والغنى، بلاء من الله عز وجل، يبتلي به عباده، يبتليهم بالنعمة، كما يبتليهم بالفقر، فقد يكون غني أبغض إلى الله عز وجل من فقير، وكذلك العكس، ولنعلم أننا حين نحصل على النعمة، فإن أمامنا أسئلة يجب أن نجيب عليها، وفيه امتحان يجب أن نستعد له.

المقاطع القصيرة

آفة إلف النعم

كفران النعم وما يؤدي إليه من مظاهر الإسراف والتبذير

شكر النعم مؤذن بدوامها

ما يكون به علاج كفران النعم