الشباب وقضايا العنف الأسري – قضايا شبابية – الحلقة 54


الملخص

استضاف برنامج “قضايا شبابية” الدكتور إبراهيم بن عبد الله الأنصاري، للحديث عن موضوع “الشباب والعنف الأسري”.

في مستهل الحلقة، تحدث الدكتور عن أنماط من الخلل في المسؤولية التربوية، قائلا إن ممارسة الوالدين لدورهما التربوي خارج سياقه الصحيح، قد ينتج عنه عنف بحق الأبناء، يسهم في الإخلال بشخصياتهم، ويفقدها التوازن.

وقد أوضح الدكتور مفهوم العنف الأسري فقال إن المقصود به هو إيقاع الأذى على المعنَّف، سواء كان ذلك الأذى بدنيا، أو معنويا، على الابن أو البنت، وسواء كان بالضرب، أو الشتم، أو بتصرفات أخرى غير مبررة.

وأرجع أسباب العنف الأسري إلى انعدام الخبرة، وضحالة الثقافة التربوية، لدى الوالدين، والإخوة الكبار، مؤكدا على أهمية الحوار، والنقاش العميق، داخل الأسرة، كمخرج من هذا المأزق التربوي.

 وقد حذر الدكتور من خطورة التعنيف بالضرب، أو الشتم، خارج حدوده المحسوبة، وشروطه المحددة، دون أن يغفل الدور السلبي لسوء فهم القواعد التربوية بشكل عام، والقواعد الدينية على الخصوص.

وأضاف أن هذا السلوك قد يحدث آثارا عكسية صادمة، حين ينجرف الابن خارج سلطة البيت، وبدافع الانتقام من والديه، في مسلكيات مدمرة من قبيل الإدمان، ومصاحبة المفسدين، مشيرا إلى أن رد الفعل قد يأتي بدافع إثبات الاستقلالية، وقوة الشخصية، والقدرة على الانتقام من هذا التعنيف، مما يدخل الأسرة في دوامة من العنف المتبادل.

   وشدد الدكتور على التنديد بالضرب خارج سياقه الصحيح، أو على الأماكن المحرمة شرعا كالوجه، أو البطن، أو الرأس، مضيفا أن التعنيف بألفاظ السب، والتقبيح، مع مخالفتها للشرع القويم، لا تؤدي الغرض التربوي المنشود، وإنما تؤلم نفسية الطفل.

ومن جهة أخرى، قال الدكتور إن السلطة القوية التي تمنحها العادات، والتقاليد، للوالدين، والإخوة الكبار، لا بد من ضبطها بضوابط الشرع، حتى لا تكون غطاء للعنف الأسري، داعيا إلى أن تكون سلطة الأخ الكبير مفعمة بالحنان، والمحبة، والتوجيه، والرعاية، بعيدا عن الثقة المفرطة، والتضييق الصارم، مؤكدا على أهمية تنمية الوازع الديني.

ودعا الدكتور الأنصاري إلى استحداث مؤسسات، تحتضن الحوار الأسري، بالرعاية، والتأطير، من أجل الحد من آثار الثقافة الوافدة، التي تنزع بالإنسان نحو الفردية والاستقلالية التامة، مشيرا إلى أن ثقافة الاندماج والتحاور الأسري، كقيمة من القيم الإسلامية الكبرى، بدأت تضمحل، بسبب الثقافات الوافدة.

وعن ظاهرة هروب الفتيات من البيت، قال الدكتور إنها تعكس نوعا من التعنيف المضاد، والانتقام من الأسرة، بغض النظر عن الظروف والأسباب، مجددا دعوته إلى فتح حوار مجتمعي جاد وصريح، تطرح فيه جميع القضايا الشائكة، على بساط البحث، وبمشاركة كافة الأطراف المعنية، بهذه الإشكالات، مع التأكيد على الابتعاد عن ثقافة الجدال، والمهاترات الإعلامية.

المقاطع القصيرة

مفهوم العنف الأسري

أسباب العنف الأسري

آثار العنف الأسري

أنواع العنف الأسري

أثر العادات والتقاليد في وجود العنف الأسري

هل للعنف الأسري دوافع اقتصادية؟

الدافع النفسي للعنف الأسري

أهمية الحوار داخل الأسرة

قضية الحوار الأسري وما يلزم من حماية ضد العنف

توجيهات ونصائح تخص قضية هروب الفتيات من البيت